عشبة الآشواغاندا.. بين ضجة الإنترنت والحقائق العلمية

عشبة الآشواغاندا.. بين ضجة الإنترنت والحقائق العلمية

انتشر الحديث في الآونة الأخيرة عن عشبة الآشواغاندا التي لفتت انتباه المشاهير، مثل ميغان ماركل وجوينيث بالترو، حيث أشارت تقارير إلى استخدامهم لها لخصائصها المهدئة.

وحققت هذه العشبة انتشارا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي. وهي تعرف علميا باسم Withania somnifera.

وتعد الآشواغاندا من الأعشاب الأساسية في طب “الأيورفيدا” الهندي القديم الذي يركز على العلاج الشامل باستخدام وسائل طبيعية، مثل الأعشاب والتعديلات الغذائية واليوغا.

ولكن ما مدى صحة الضجة الإعلامية حول فوائد الآشواغاندا الصحية؟

تشير الدلائل العلمية إلى أن جذر الآشواغاندا يعمل كمادة تكيفية، تساعد الجسم على مقاومة مختلف أنواع الإجهاد. وأظهرت مراجعة لعدة دراسات صغيرة قدرتها على تخفيض مستويات التوتر والقلق بشكل ملحوظ، ويعزى ذلك جزئيا لتأثيرها المنظم على هرمون الكورتيزول.

وتمتلك العشبة أيضا خصائص محسنة للنوم، كما يوحي اسمها العلمي somnifera الذي يعني “محفز النوم”. وبينت بعض التجارب أنها تساعد على تحسين جودة النوم، لكن لا يوجد دليل على تفوقها على الحبوب المنومة التقليدية.

وفي المجال الرياضي، أشارت أبحاث إلى أن العشبة قد تعزز الأداء البدني عبر زيادة القوة العضلية وتحسين استخدام الأوكسجين. كما أظهرت دراسات محدودة فوائد محتملة للرجال في تحسين مستويات التستوستيرون والخصوبة، لكن هذا يثير مخاوف لمرضى سرطان البروستات الحساس للهرمونات.

وتحتوي العشبة على مركبات فيتوكيميائية (مركبات كيميائية طبيعية في النباتات) مثل الويثانوليدات التي قد تساعد على تنظيم سكر الدم، لكن الأمر يحتاج لمزيد من الأبحاث.

كما تجري حاليا دراسات حول إمكاناتها في علاج أعراض “كوفيد طويل الأمد”، مثل الإرهاق والضعف الإدراكي.

ومع ذلك، تحمل العشبة مخاطر صحية محتملة. فقد أظهرت معظم الدراسات التي ركزت على الاستخدام قصير المدى (حتى 3 أشهر)، ظهور آثار جانبية مثل اضطرابات المعدة والغثيان. كما سجلت حالات نادرة من تلف الكبد، إلى جانب خطر تعارضها مع أدوية الغدة الدرقية وتأثيرها السلبي على أدوية المناعة.

ويحذر الخبراء من استخدامها للحوامل ومرضى المناعة الذاتية. 

ويفضل عدم تجاوز فترة الاستخدام ثلاثة أشهر دون إشراف طبي، مع ضرورة التوقف الفوري عن تناولها عند ملاحظة أي أعراض غير طبيعية، واللجوء للاستشارة الطبية خاصة للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو يتناولون أدوية أخرى.

ورغم الإمكانات الواعدة للعشبة في تخفيف التوتر وتحسين النوم، يؤكد الباحثون على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات السريرية واسعة النطاق لتحديد الجرعات الآمنة والفعالة. وينصح باستشارة الطبيب قبل استخدامها، خاصة للأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة أو يتناولون أدوية أخرى.

المصدر: ساينس ألرت